✨إحياء ذكرى إنتفاضة رجب ٦ أبريل ١٩٨٥ خطوة مهمة بإتجاه تحرير ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ .
لم نكن نمارس ثقافة الترف الفكري ولا البذخ المعرفي حينما أطلقنا من قبل مبادرتين إثنين بعمق الوجود البشري والإنساني الأولي كانت حول التجربة البشرية برمتها ( مودعة أسفيريا منضدة الأمم المتحدة )
والثانية حول أبعادها التشغيلية ممثلة في مشروع المبادرة السودانية الأممية حول قيم الوفاء ورد الجميل ، حيث ترى فلسفة المبادرة بأن كل الأشكالات وتحديات الحياة مصدرها الأساس النقص الحاد بل المنعدم أحيانا في معدلات قيم الوفاء ومعاني رد الجميل داخل ببئات الخلق والخلقة والمخلوقات
، فمن منطلق تلك المعاني تؤكد الرؤى بأن التهنئة المهنية التي تفضلت بها الأمانة العامة لمجلس الوزراء القومي تفضلت بها للشعب السوداني الأبي بمناسبة إحياء ذكري إنتفاضته التاريخية المجيدة في شهر رجب ٦ أبريل ١٩٨٥ والتي أطاحت بنظام حكم الرئيس جعفر محمد نميري رحمه الله رحمة واسعة
، تعتبر قمة التكريم والوفاء ورد الجميل لشعب يستحق ، سطر بعرقه ودمائه الطاهرة عبر صحف التاريخ سطر أمجادا حفظت للوطن والمواطن عزته وكرامة وإستقلاله ، حيث لم تكن يوما تلك الثورات الشعبية على طول تجربتنا الوطنية بل حتى تجارب الدول والشعوب الاخرى بالمقاربة والمقارنة لم تكن بأي حال من الأحوال خصما على الحقائق والثوابت البديهية المتفق عليها بين الشعب والشعوب ، حتى صارت مع مرور الوقت تلك الثورات وقيودها الزمنية عقدا من عقود شرف النضال الباذخ الذي طلعته البهية وسماته الأساسية وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق ، هذا ومن حبات عقد الشرف
الباذخ لنضالات الشعب السودان الأبي تاريخ ١٩ ديسمبر ١٩٥٥ وهو تاريخ إعلان الإستقلال وبالإجماع من داخل البرلمان وبوجود الأجنبي وقتها ، أستقلالا كان بمثابة ثمرة كفاح تراكمي نضالي وطني طويل عبر مسارين قتالي عسكري ونضالي سياسي مدني ، ثم جاءت إنتفاضة ٢١ أكتوبر ١٩٦٤ التي أزاحت حكم الرئيس الراحل الفريق إبراهيم عبود رحمه الله وأدخله فسيح جناته ، ثم إنتفاضة رجب أبريل ١٩٨٥ والتي أسقطت حكم الرئيس جعفر محمد نميري رحمه الله رحمة واسعة الذي إمتد نظام حكمه من ٢٥ مايو ١٩٦٩ حتى رجب أبريل ١٩٨٥ ، ثم واصل الشعب السوداني نضالاته المشهودة بإزاحة نظام حكم الرئيس السابق عمر حسن أحمد البشير حفظه الله عبر ثورة شعبية شبابية جرت إختلف الناس ولا يزال يختلفون حول ماهيتها وهويتها
بل حتى تواريخها والنقطة المكانية لضربة البداية فمن الناس من يقول البداية من الدمازين وآخر يقول من عطبرة وغيرها ، وفي التواريخ والمواقيت الزمنية أيضا تباينت الرؤى فهناك من يرى بأن البداية الحقيقية كانت في ١٣ سبتمبر ٢٠١٣ ومن يقول لا في ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ وآخر يرى في ٦ أبريل و ١١ أبريل و ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ ومن يرى بأنها لا هذا ولذاك هذه ثورة مصطنعة ومصنعة بمدخلات سياسية وأمنية وعسكرية داخل بيئة النظام السابق التي بلغت حينها قمة الرداءة والتردي السياسي لدرجة أنه أي النظام السابق لم يستطع أخذ عشرات أطواق نجاة الخروج الآمن التي قدمت له ، ولم يستطع كذلك من إلتقاط سترات النجاة التي أرسلت أليه في قلب أمواج ودميرة بحر التغيير العاتية والتي قدمت له هي الأخرى حتي من خصومه العقلاء
شركاء الوطن والمواطنة ، قبل أصدقائه وحظوته الأوفياء . وهنا الشهادة لله وللتاريخ بأن اهم النقاط والملاحظات والتنبيهات التي تستحق التذكير حول ثوراتنا وإنتفاضاتنا الشعبية ، بأنها قد ظلت على مدى التجارب عرضة للسرقة والخرصنة والسطو السياسي عن طريق بعض النخب والقوى السياسية ، كما يحدث اليوم بالضبط وبجلاء تام في ثورة ١٩ ديسمبر ، فلكل يدعي بأنها ملكه ملكية حرة ومن ثمرات جهده ومشروعه أما البقية الباقية هم عبارة عن موظفين وعمال مهرة وغير مهرة وعواطلية تقف حائرة وهائمة وجالسة القرفصاء عند بوابات طلب الخدمة الداخلية والخارجية ، تلك قسمة ضيزي سماها النظام البعاتي الذي خلف النظام البائد نظاما علمانيا متأسلم متشدد متطرف لايؤمن بالديمقراطية وإستحقاقاتها قبره الشعب السوداني بواسوك إنتفاضته المباركة في رجب ٦ أبريل ١٩٨٥ وانتهى العزاء بانتهاء مراسم الدفن السياسي الشعبي السريع ، ثم عاد اليوم بمكره وضلاله القديم مقدما نفسه وصيا على الوطن والمواطن ومكتسباته مستغلا حالة النسيان وحركة المجايلة والأجيال الجديدة والتي لا تدرك بأن السودان وشعبه الوفي الكريم
قد أتاح فرصة حكمه والتحكم فيه على مدى ٦٧ عاما أتاحها لجميع الانظمة السياسية الحزبية والأيدلوجية عبر حقب الديمقراطيات الثلاث وكذلك عبر الأقنعة العسكرية حيث لم يتبق اليوم للشعب السوداني إلا فرصة واحدة وهى فرصة مشروع السودان الكبير الذي يتساوى فيه المواطن العادي والمستقل والحزبي والمنظومة العسكرية والأمنية يتساوون في حقوق وواجبات حفظ الوطن والمواطن وكرامته ، أما الأجنبي والمؤجنب يلزم كل واحد حده سياسيا ودبلوماسيا وأخلاقيا ، نعم ثورة وإنتفاضة ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ بصرف النظر عن توصيفاتها
وتكيفها السياسي الذي أشرنا إليه ، ولكن في نهاية المطاف لا يستطيع ويزايد احد بأن طبيعة إعدادها وإنتاجها وإخراجها إعدادا تراكميا غطى الفترة من ١٩٨٩ — ٢٠١٩ وليس ظرفيا كما يحاول ويحلو للبعض حصرها ظلما وجورا وبهتانا في مرجعيات وأطر وتصنبفات محددة موغلة في العلو والظلم والتضليل وروح الإقصاء والإنتقائية المفضوحة والبلطجة السياسية المكشوفة التي من صورها الإتجار السياسي والمحاولات المستمرة لإستغلال منصات تواريخ نضالات الشعب السوداني مثل منصة إنتفاضة رجب ٦ أبريل ١٩٨٥ ، ووهو تاريخ شرف باذخ لنضالات الشعب السوداني يؤكد من خلاله وعلى الدوام قدرة الشعب على تنزيل مهارة التحكم في عمليات الإطاحة بالدكتاتوريات
، وفي قيم الوحدة والتماسك والترابط ودرء ودحر الفتن الشخصية والإجتماعية والسياسية والأجنبية ، عكس تماما عن الذي حدث ويحدث الآن في ظل ثورة ١٩ ديسمبر من فتن وزراعة لها في كل الإتجاهات لتحقيق واحد من ثلاث إستلام مقاليد الأمور بالبلطجة السياسية وبالتهديد الأجوف والوعيد المجوف ومن خلال إحداث فتنة الحرب وسط المنظومة العسكرية أو الحرب الأهلية الشاملة ، كل ذلك عبارة عن تمهيد وتعبيد للطريق أمام ثعلب التدخل الخارجي الذي ينتظر الخطوة بفارق الصبر تحت شجرة اللالوب ونخلة قنديلة الوطن المثمرة في أنتظار هبة الهبباي ورياح الصعيد السقاي وعصار هودي لألتقاط الثمر ، نعم تمر اليوم مكونات جبهتنا الداخلية تمر اليوم بأسوأ حالاتها ممثلة في حالة تفكيك وتفكك الجبهة الوطنية بفعل الذين نصبوا أنفسهم بالباطل أوصياء على الثورة وعلى لحمة النسيج التاريخي لقوى أعلان الكفاح التراكمي من أجل الحرية والسلام والعدالة ، إستنادا على تلك الحيثيات التاريخية المشهودة للشعب السوداني الكل يؤكد وبقوة على اهمية وعظمة تهنئة الأمانة العامة لمجلس الوزراء القومي تهنئته للشعب السوداني الأبي بمناسبة ذكرى إنتفاضته الظافرة رجب ٦ أبريل ١٩٨٥ والتي صانت الوطن والمواطن وقواه السياسية واضعة التدخلات الأجنبية في حدها (وجارة لها الشخت ) ..
إن التهنئة واعلان الإجازة على نطاق القطر بمناسبة ذكري إنتفاضة ٦ أبريل تمثل خطوة موفقة للغاية حيث يكمن توفيقها في النقاط التالية :- الكفاءة المهنية والوطنية للأمانة العامة لمجلس الوزراء القومي وإحاطته بمادة علم التاريخ الذي يقوم على الحقائق المجردة مهما كان مرارتها ، ثانيا تعتبر التهنئة واعلان الإجازة تعظيما ورفعا لقدر نضالات الشعب السوداني التراكمية ، ثالثا خطوة جريئة للأمانة العامة لمجلس الوزراء بل هي بمثابة خطوة أولي لتحرير ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ ثورة الشعب والشباب وكفاحه التراكمي سياسي ومسلح تحريرها من خطر وضعية الاختطاف والخرصنة السياسية المزدوجة الماثلة ، ثالثا تهنئة الأمانة العامة لاتعبر عن أي ظلال سياسية بالمعنى والمفهوم الذي يتصل بجدلية وضعنا السياسي الراهن ممثلة في محاولة البعض لتصوير وتسيس كل شئ لا يروق له
فالتهنئة عبرت عن حقائق تاريخية أشرنا أليها كما وأنها أي التهنئة حافزا ومحفزا لفرقاء اليوم بأن يحذو حذو الرعيل الأول في أنجاز منصات تاريخية متجددة للشعب السوداني تحفظ الوطن والمواطن ومكتسباته التراكمية الكلية تحفظها من خلال رسم لوحة فنية رائعة قوامها فن خلط الألوان ومهارة مسك الريشة الوطنية لوحة فنية كبيرة بألوان زاهية جاذبة للأنفس والأرواح جذابة للأبصار ومرسى للبال كإنتفاضة رجب ٦ أبريل ١٩٨٥ والتي كانت شعاراتها الخالدة شعب واحد جيش واحد ومشروع واحد من أجل وطن يسع الجميع
وبالجميع وليس كحال ثورة ومشهد اليوم ، شعب مشتت وهناك من يسعى لتشتيته بصورة أكثر عن طريق تفكيك وتفتيت الجبهة الداخلية والإبقاء عليها مفككة لأطول زمن ممكن ، بفعلنا وبفعل الأجنبي ، ثم جيوش وليس جيش واحد ، للأسف والغفلة الشديدة هناك طرف ثالث كما ذكرنا ينتظر على حر الصيف صدامها ، ثم الغياب والعمل المتعمد على تغييب المشروع الوطني العريض تغييبه لصالح مشاريع داخلية إنكفائية أنانية إقصائية طاردة وأخرى خارجية متوحشة تتربص بالجميع الدوائر والأدوار ، ختاما تهنئة الأمانة العامة لمجلس الوزراء قد صادفت أهلها وزمانها تماما وإلا لو نفذ التوقيع المعلن بصورته الشائهة والمشوهة تلك او تم تأجيله إلى أجل غير مسمى كما الحال الآن لفاتت على الأمانة العامة لمجلس الوزراء فرصة تهنئة الشعب السوداني بمناسبة ذكرى ثورته الظافرة رجب أبريل ١٩٨٥
، ومن هنا نقترح للأمانة العامةلمجلس الوزراء القومي العمل على صون وحفظ الموروث والمكتسبات التراكمية لنضالات وتضحيات الشعب السوداني حمايتها تواقيتها الزمنية من أي تعديات سياسية بالتواطؤ وبوضع اليد وذلك بتمرير نشرة تنويرية تحذيرية للجهات الحكومية المختصة ولمن يهمه الأمر بأن لا يصدق لأي أعمال تستهدف اوتلتف او تستغل وتستثمر وتتجر سياسيا في الموروثات النضالية للشعب السوداني وهي ملكية فكرية عامة له يمنع إستغلالها وإستهبالها بتاتا و على كافة قوانا السياسية بلا إستثناء عدم الوقوع في مثل هكذا ممنوع مع التفكير والتقدير الجاد في البحث عن مرسي وطني ثوري تاريخي جديد وبمنصة تحمل قيد تاريخي محدد عبر مشروع ثوري وطني أخلاقي إستراتيجي عريض يوحد الوطن والمواطن وقواه السياسية وجبهته الداخلية حتى يبعد بدوره خطر وشبح التدخلات الأجنبية ويحول مخاطرها ومهدداتها الكامنة والمحيطة ألى منافع تفيد الناس ، وفي حال حدوث ذلك تقع على عاتق الأمانة العامة لمجلس الوزراء القومي مسئولية توثيق واعتماد هكذا تاريخ ومناسبة ضمن قائمة شرف إنجازات الشعب السوداني الأبي التي يستحق الاحتفاء والاحتفال بها في ذكراها العطرة .
.. أبشر محمد حسن رفاي علوي طالب ومواطن سوداني مشارك في إنتفاضة صبيحة رجب ٦ أبريل ١٩٨٥ محور شارع كترينا والحرية بالخرطوم حشود الركن الجنوبي الغربي لمقر القيادة العامة التحية ، للمنظومة العسكرية والأمنية بقيادة المشير الراحل عبد الرحمن محمد حسن سوار الدهب القائد العام رئيس المجلس العسكري الانتقالي رحمه الله ، التحية لقوانا المدنية السياسية والأهلية والدينية بقيادة الطبيب الإنسان د الجزولي دفع الله رئيس مجلس وزراء الفترة الإنتقالية ١٩٨٥ — ١٩٨٦ التحية للشعب السوداني العريق الذي وجه سهام ثورته
وإنتفاضته نحو الهدف مباشرة ولم تخطئه تجاه الوطن والموطن وكيانه ومكنوناته ومكتسباته وبيئته كما الحال اليوم في ثورة ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ ، التحية للقوى السياسية في ذلك الزمان التي حولت مراراتها التراكمية بسعة العقول والصدور حولتها إلى إعمار والفتن إلى فوائد يرجي منها ودموية الحرب الأهلية المحتملة إلى دعوة للتسامح والمحبة والسلام التحية للأمام الصادق الصديق عبد الرحمن المهدي رئيس وزراء الديمقراطية الثالثة ولنوابه الشريف الهندي وصموئل أرو بول ورئيس مجلس السيادة مولانا أحمد الميرغني وزعيم المعارضة الأستاذ على عثمان محمد طه ورئيس البرلمان البروفسور محمد إبراهيم خليل تقبل الله الذين رحلوا وأطال عمر وبارك من كان على قيد الحياة الفانية وبارك الله في كل من شارك وتسلم مقاليد السلطة بسلام وسلاسة في ١٩٨٦ من القوات المسلحة الدرع الأمين المتين الوفي الذي حمى الانتفاضة وسلم الأمانة لأهلها عبر إنتخابات حرة نزيهة جرت في العام ١٩٨٦ سلمها كما ينبغي في زمانها ومكانها
المحددين كدأبه ووعده المعروف والمؤكد عند قسم الولاء وتولي المهام قواتا للشعب المسلحة فيما يليها من مهام دستورية أصيلة …وكل عام وأنتم بخير ….والوطن في حدقات العيون وفي تحديقها ( سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء ) ….