أعمدة

الإمام عبدالرحمن يكشر انيابه ويلقم هيكل حجرا

مشاهدات _ د. عصام دكين

الأمام عبدالرحمن المهدى يكشر انيابه ويلقم هيكل حجرا.
* واصل السيد عبدالرحمن المهدى والاستقلاليين الضغط والمطالبه بالاستقلال لخروج بريطانيا من السودان حيث كانت هنالك أحداث فى مصر وهى مقتل النقراشى باشا ومقتل احمد ماهر باشا ومقتل حسن البناء فأصبح هنالك اضطراب فى مصر وازعجت الاتحادين الا ان السيد عبدالرحمن المهدى والاستقلاليين لم يهتموا بها بل واصلوا فى طريقهم طريق الاستقلال

* سافر الأمام عبدالرحمن المهدى الى لندن فى عام ١٩٤٩م للمره الرابعه وهذه المره هدفه محدد المطالبه بالاسراع فى تنفيذ الحكم الذاتى والمطالبه بلاستقلال من بريطانيا ولم يذكر مصر أو كلمه الحكم الثنائي لان الحاكمين الفعلين هم الانجليز وهم سبب مشاكل السودان فيجب انتزاع الاستقلال منهم ، تلاحظون العبارات مختلفه وساخنه جدا من السيد عبدالرحمن المهدى لانه وصل لقناعه ان هنالك استهبال من المصرين وحلفاءهم الاتحادين فى الداخل أصبح السيد عبدالرحمن المهدى جاهز لكل الاحتمالات حتى وان اضطر إلى إلى اعلان الجهاد .
* كان هنالك هجوما عنيفا من الاعلام المصرى نحو الأمام عبدالرحمن والاستقلاليين ويتهمهم بالتبعيه للانجليز ورغم ان الانجليز جاءوا على دماء ورؤوس السودانيين فى معركه كررى الشهادة التى خانه فيها السودانين بعضهم البعض حيث الخليفه عبدالله التعايشى والانصار حوالى أثنى عشر ألف سودانى هم اجداد الاتحادين الذين يدعون الاتحاد مع مصر ….اليوم الزمن يعيد نفسه.

* كان الناس يصفون السيد عبدالرحمن بالإنجليزى تريقه منهم او تابع للانجليز بترويج من الاتحادين والمصرين لكسر شوكة الأمام عبدالرحمن المهدى حيث يوما فى احدى لقاءته ساخنه تكلمه الأمام عبدالرحمن المهدى عن الاستقلال والشائعات التى تطلق عنه وقال للناس رصاصه الانجليز فى صدرى حيث كشف عن صدره وان والانجليز فعلوا بنا ما فعلوا فكيف اكون تابع لهم او انجليزى واعتبرها الأمام فكرة سخيفه لها غرض وتعطيله عن الاستقلال.
* كان الأمام ينتهج سياسه التفاوض وليس الحرب بلا
جهاد بلا عنف .
* لقد هاجم الأمام عبدالرحمن المهدى المصرين هجوما عنيفا وقال لهم لماذا تهاجموننا فى الصحف وتحاربوننا كاستقلاليين وتتهموننا بأننا نتبع الانجليز؟ فأنتم تظلموننا ولم تقدروننا ولم تعترفوا بجهودنا ونضالنا وكياننا فى السودان، ولماذا تؤاخذاننا بأننا نتفاوض مع الانجليز وهذا ماتفعلونه انتم المصريون منذ عهد مصطفى كامل وسعد زغلول والنحاس باشا وكل القيادات والزعامات المصريه تتفاوض مع الانجليز فلماذا يكون حلالا لكم وحراما علينا؟يجب عليكم تقدير ظروف السودان وحقه فى ان يتفاوض مع الانجليز فى قضيه استقلاله التام.ونحن من اشهرنا السيف ولم ينجح ذلك مع الانجليز فيجب عليكم ان لا تلومنا.
* قال الأمام عبدالرحمن المهدى للمصريين فى حديث له مع الصحفى محمد حسنين هيكل نحن لا نتفاوض مع المصرين لكن نتفاوض مع الانجليز لان الانجليز جونا بجواد قايدنه المصريين هل نتفاوض مع الراكب ام نتفاوض مع قائد الجواد ففهم هيكل هذا الكلام القوى وكتب عمود فى جريدة الاهرام وقال السيد عبدالرحمن المهدى القمنى حجرا.
* حيث ذكر محمد حسنين هيكل فى مذكراته ان السيد عبدالرحمن المهدى قال لى نحنا بنتفاوض مع الانجليز لأنكم انتم تفاوضتم معهم والانجليز ديل لمن جو كانوا راكبين عربه مصريه تجرها خيول مصريه وتدفعها من الخلف ايدى مصريه فطبيعي نحنا حنكلم السيد الراكب العربيه مش حنكلم الاحصنة ولا الايدى البتدفعها.

* مارسه الأمام عبدالرحمن المهدى والاستقلاليين الضغط على بريطانيا بعد الفوضى التى حدثت فى مصر فسافر الأمام عبدالرحمن المهدى إلى بريطانيا عام ١٩٤٩م وكان هدف الزيارة المطالبه بتنفيذ الحكم الذاتى حسب وعد الانجليز واقرارهم بالتطورات الدستوريه التى اقرؤها ويجب أن تنفذ هذه التطورات بسرعه. فل ان الادعاء بأن السودانين غير مهيئين للاستقلال لا وجود له فالسودانين شعب كان يحكم نفسه لقرون طويله جدا لا يصعب عليهم حكم بلادهم،، ملاحظه مطالبه السيد عبدالرحمن المهدى بالاستقلال لان امتداد جماهير الأنصار فى غرب السودان ليس لها علاقه ثقافيه او امتداد مع مصر لذلك اذا استمر الاستعمار الثنائي سيصبحون مجرد تابعين او عبيد للاتحادين
والمصرين لذلك تفكير السيد عبدالرحمن المهدى فى الاستقلال هو امتداد لنفوذه ومصالحه السياسيه ام الاتحادين الذين يريدون الاتحاد مع مصر ليس لهم امتداد فى غرب السودان وجماهير غرب السودان وأنهم حاربوا مع الانجليز فى موقعه كررى وقضوا على المهديه وبالتالي اذا حدث استقلال فإن موقفهم حرج مع بقيه السودان لذلك ارادوا الاستمرار فى الاستعمار للحفاظ على مصالحهم وصداقتهم مع المستعمرين المصرين ولكن السيد عبدالرحمن المهدى تعامل بحكمه ابيه محمد احمد المهدى من فش غبينته خرب مدينته .
* تفهم الانجليز موقف الأمام عبدالرحمن المهدى ووعدوا بالاستعجال فى قضيه الحكم الذاتى.
* سافر الأمام عبدالرحمن المهدى للمرة الخامسه إلى لندن وقابله فيها السير وينستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني فهو رجل استعمارى ويحرص على بقاء السودان ومصر وكل المستعمرات فى يده ولكنه رجل عاقل وغير متهور ويزن الأمور بدقه قد عمل فى السودان وأتى مع حمله معركه كررى كصحفى وهو يعرف السودان جيدا، قال له الأمام عبدالرحمن المهدى قد وعدتم باستقلال السودان وبالحكم الدستورى ونحن الان جاهزون لذلك نريد الانتخابات بموجب الحكم الذاتى لنحكم أنفسنا بأنفسنا فوعد تشرشل الأمام بذلك .

* فى طريق عودت الأمام عبدالرحمن المهدى من لندن عن طريق القاهره استقبل الأمام الرئيس المصرى اللواء محمد نجيب بنفسه رغم اعتراض المصرين على تلك الخطوه كانوا يقولون لمحمد نجيب يأتى ليك الأمام هنا ولكن نجيب عرفه قيمه الرجل وتحركاته وعزيمته وقوته وان الاتحادين أصحاب مصالح وقعدات وليالى وسهر ورقص غناء فى شارع محمد على باشا

* قام اللواء محمد نجيب بجمع الاتحادين والاستقلالين للتفاوض بينهم لان الاستقلال أصبح امر واقع بعد ان اقنع الأمام عبدالرحمن المهدى الانجليز بذلك والمصرين تمومه جرتق تم التفاوض بين المجموعتين بموافقه المصرين على تقرير المصير للسودان حيث بداء الاتحادين الخونه يتلكئون مع بعض المصرين كأنهم ليس سودانين حيث اقترحوا سيادة السودان ان تكون قائمه ولكن ان تكون هنالك سياده رمزيه للمصريين فرفض قائد وفد التفاوض عبدالله الفاضل وأخبر السيد عبدالرحمن المهدى بذلك وأمر السيد عبدالرحمن المهدى بانسحاب الوفد من الاجتماع والتوجه للسفر فورا علم اللواء محمد نجيب بذلك فامر بارجع الوفد واصبحت السياده الكامله للسودان بتقرير مصيره .
* عادة الأمام عبدالرحمن المهدى ووفده إلى السودان منتصرا والخزى والعار للاتحادين الخونه وخاطب السيد عبدالرحمن المهدى الشعب السوداني بقوة مواقفه وقال سيادتكم ردت إليكم واصبحت الكلمه النهائية فى تقرير مصيركم لكم وحدكم وقال قولته الشهيره لا شيع ولا طوائف ولا احزاب ديننا الإسلام ووطننا السودان وشكر السيد عبدالرحمن المهدى اللواء محمد نجيب فى خاطب خاص له ولجهودة الكبيره التى أعطت السودان الحكم الذاتى وحق تقرير المصير..
* الملاحظ فى مسيرة السيد عبدالرحمن المهدى خلال هذه المقالات لم أجد تعبير منفلت من السيد عبدالرحمن المهدى لمعارضيه بل الصبر والحكمه رغم ما وجهه له من انتقادات حاده وخسرت اسرت المهدى الكثير من الأرواح.
* الخاتمه:.
كانت مقالاتى محاوله جرئيه وبحثيه دقيقه لحدا ما اخذت معى زمن وسهر واتصالات شفويه بالأحياء وشهود عصر على ذلك منهم العم هارون حسين أطال الله عمره ومتعه الله بالصحه والعافيه فهو مريض ومن الأنصار المجهولين ومن حفظه كتاب الله بخلوة الأمام عبدالرحمن المهدى.
* كتبت مقالات بعنوان ملاحم ومعالم فى معارك الاستقلال جاءت أيضا عن بعث مضنى واضعا فى الاعتبار الجهل وإلاهمال عن قصد لأناس ضحوا من أجل السودان وماتوا فى معارك كبيره وتيتمت أسر ولم يذكرهم التاريخ تماما لماذا مش عارف وايضا هذا التاريخ لم يصنعه ال المهدى لوحدهم بل الشعب السوداني كما يستفزني أيضا مازالت السيطره حتى الآن عل مصير الشعب السوداني من اناس منبتين تاريخيا يتصدرون المشهد واجدادهم كانوا دلله للمستعمر ونحن نتفرج على هولاء الخونه مع فولكر وللأسف بصحبه بعض ابنا المهدى الجهله منقادين وليس قائدين حقيقه النار تلد الرماد.
* جاءت مقالاتى بعنوان ما بعد المهديه منهج بلا جهاد بلا عنف اوردت فيه ما اعرفه من حقائق مع تحليل ورؤى شخصيه قد أكون صائبا فيها او مخطئا فيها برغم ان التاريخ يقراء فى صياغه التاريخى والظرفى والحاله التى فيها.
* انا لا احمل الا الحب والتقدير إلى ال المهدى وعائلته الكريمة المهدويه ومجاهداتها فى مسيرة تحرير السودان.
* اشكر الأخ صديق حسن الترابى وهو حفيد السيد عبدالرحمن المهدى والصديق المهدى وابن وصال الصديق المهدى الذى تداخل معى عدت مرات مشجعاعلى ما اقوم به وحقا الرجل لم يكن منذعجا اصلا على كتاباتى الساخنه بل قال لى من ليس له تاريخ ليس له مستقبل ودارة حديث كثير بيننا ووعدنى بأن يمدنى ببعض الوثائق التاريخيه المهمه .
*، أيضا الشكر للأخ بدرى يوسف بدرى الرجل الراقى فى اتصاله المباشر والذى ذكره لى اشيا لم اسمع بها ولم أجدها مكتوبه فى وثائق التاريخ السوداني وشكرنى جدا واعجب ان يكون هنالك من يهتم بالتاريخ وربطه بما يجرى اليوم وأرسل لى وثيقه مهمه عن جنوب السودان وسوف اعكف عليها ان شاءالله وان تتم اعاده لقراءة اتفاقيه نيفاشا وأسباب انفصال جنوب السودانجنوب السودان.
* الشكر أيضا للامير الصديق فتحى مادبو فهو دائما على تواصل معى وحقيقه الرجل مدنى بكلام تاريخى عجيب ليس موجودا فى أمهات كتب التاريخ فهو أيضا رجل مهم جدا ويحفظ ويعرف الكثير المثير من تاريخنا وصحح عندى مفاهيم كثيره جدا .
* كانت هنالك استجابه كبيره من القراء والاصدقاء إحدى الأخوات قالت لى كنت لا احب ال المهدى ولكن بكتاباتك جعلتني افكر كثيرا فى إعادة وجهه نظرى فيهم وحببتنى فى السيد عبدالرحمن وآخرين قالوا والله كنا نجهل الكثير عن تاريخ السودان وعن الحركه الوطنيه والمجاهدات التى حدثت فى السودان.
* ما قدمته بالتأكيد عن المهديه بوجه خاص ليس شاملا او كاملا وإنما ملامح ومعالم ومشاهدات مقرونه مع الواقع المخيب للامال ولكنه جزء من تاريخنا يهمنا جميعا قد يكون مرضى للبعض وغير مرضى للبعض الاخر.
* بالتأكيد السيد عبدالرحمن المهدى جاهده وصبره من أجل الاستقلال حيث اصيب وهو طفل وقام بترتيب البيت الانصارى وواجهه الاستعمار بمنهج مختلف حسب ما تقتضيه المرحله ،سافره ست مرات إلى انجلترا بحثا عن الاستقلال من ماله الخاص ودفع للانجليز سبعه مليون جنيه سودانى والجنيه السودانى يعادل اكثر من ثلاثه دولار كتعويضات للانجليز مقابل ما انشأه فى السودان.
* ان سياسه السيد عبدالرحمن المهدى قد نجحت فى تقديرى مقابل الإله العسكريه البريطانيه وحققه هدفه الاستقلال التام للسودان.

https://wh.ms/201029319427

الدكش نيوز

موقع إخباري سوداني، مستقل. يهتم بالأخبار والتقارير والتحليلات ويفسح مساحة لمختلف الأحداث : إقتصادية إجتماعية، ثقافية ورياضية.كما يهتم بأخبار وأنشطة المجتمع والقصص الإنسانية والحوادث والمنوعات وأهم ما يحفل به العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!