أعمدة

البرهان والنهايات المحزنة

خربشات_ فاطمة لقاوة

🔥البُرهان !والنهايات المُحزنة🔥

لم يخطر على بال أحد بأن الفريق أول عبدالفتاح البرهان !الذي كان يخطب وُدّ الشباب الثوري متغمساً شخصياتهم متحدثاً حديثهم وهو يطلق لفظ (أسياد الرصاص(أسياد الرصة والمنصة !والناس الواقفين قنا)كأنه شاب في عشرينيات عمره في محاولة منه للتقرب منهم !أو البرهان !الذي كان يمتدح قيادات الدعم السريع بملئ فِهه ليقول:أن قوات الدعم سريع قوات سودانية تتبع للجيش ولها إسهماتها الواضحة ولولاء وجود حميدتي بجانبي لما قبلت التكليف بقيادة فترة الإنتقال!!!! لا يمكن أن يكون هو ذاته عبدالفتاح البُرهان اليوم !!!!الذي يجوب القُرى والفرقان وهو يصيح بأعلى صوته صيحة المذعور الذي فاق من نوبة سبات عميق !!!!لا يدري ما يقوله ويفعله !!!ليجعل الجميع يتسائل :لماذا

البرهان اصبح هكذا؟!وما الذي يقف خلف البرهان ويُملي عليه ما يتلفظ به اليوم؟وما هو سِر الرُعب والهزيان والشرود الذي يبدو على قسمات وجه البرهان؟! وهل البرهان خائف !أم طامع ؟!،هذة الأسئلة وغيرها موجودة في أذهان جميع الشعب السوداني ،الذي يراقب الأحداث وينتظر نهاياتها بخوف ورعب وشقف معاً.

ثورة ديسمبر المجيدة لم تكن أول الثورات التاريخية التي شهدها السودان !!ولكنها ثورة جاءات بعد فترة دكتاتورية مُفرطة إمتدت لثلاثة عقود من الظلام الإستبدادي والإضطهاد الذي لم يسلم منه المواليين للنظام وهناك قِصص تُدمي القلب قبل العين تُحكى عن التصفيات والممارسات التي تمت ضد بعض كوادر التنظيم الحاكم الذين نادوا بالإصلاح والإعتدال!.

وبرهان الذي نشاهدة الآن وهو يحاول جاهداً وأد الثورة والتلاعب بمصيرها طمعاً في السلطة !أو خوفا من الذين يقفون وراء ظهره ! لن يشبه ما سبقه من قيادات عسكرية إنحازت للشارع السوداني بصدق-(سوار الدهب نموذجا)- وأنجزت ما وعدت به الشعب وزهدت في السلطة وغادرتها بهدوء والتاريخ إحتفظ لها بدورها البطولي وأصبحت نموذج للآخرين.

البرهان منذ إنقلاب ٢٥إكتوبر الذي أعتبره في السابق خطوات تصحيحية !!لم يعد صادقاً في طرحه وغير واضح في مواقفه !فقد يُصبح بموقف !! وسرعان ما يتراجع عنه قبل أن يحل عليه المساء!!!ويحاول جاهداً صناعة الأزمات وخلق الصراعات والتشبث بمواقف إنصرافية لا تخدم متطلبات المرحلة الإنتقالية،كأنه يتهرب عن إكمال ما وعد به الشعب السوداني من حماية للإنتقالية وصولاً للتحول الديمقراطي.

صحيح أن من أصعب أنواع الصراعات !هي الصراع من أجل إزاحة نظام ما، قائم !وأن ثورة ديسمبر المجيدة إستطاعت أن تزيح رأس نظام الإنقاذ ،ولكنها لم تجد الدعم اللازم من أجل تفكيك نظام الثلاثين عاماً الذي تمكن من مفاصل الدولة و أرهق كافة القطاعات الحيوية واقعدها عن التقدم والإبداع.

البرهان قد يكون مكبل من قبل بعض جنرالات النظام السابق الذين يحلمون بعودة مجد سلطتهم الغاشمة !أو يكون هو ذاته واحد منهم تدثر بالمواقف القومية ظناً منه أنه في الإمكان القضاء على الثورة وحُماتها من الداخل والنخر في جدار الثقة بين الجميع وصولاً للهدف الأساسي الذي يمكنه من القضاء على الثورة والتفرد بالسلطة لتعود الدكتاتورية مرة آخرى على يديه ،ويرفع التمام لمن هم في السِجن الآن ليقول لهم :أستلموا ما ضاع منكم فقد أعدته لكم بعد جهد!!.

الجيش الآن أمام مفترق طرق شائكة وقد يكون مختطف القرارات من قِبل جنرالات لا تهتم بسمعة مواقف الجيش طالما إرتضت لنفسها أن تشهد على مجزرة القيادة وتشاهد قتل الشباب العُزل في الطرقات وتبارك وتدعم تحركات الفُوضى في الشرق وفي الغرب وتساعدهم في بث الرُعب داخل العاصمة الخرطوم،ولكننا لن نفقد الأمل من أن المؤسسة العسكرية عريقة وقد تستطع إعادة سمعتها وتختار المواقف التي تُشرفها بعيداً عن قبضة الأفراد والشّلليات.

البرهان كانت أمامه فُرصة بطولة جاءته على طبق من ذهب ولم يستطع إحسان التعامل معها !والآن قد بدأ وقته في النفاد وتراجعت عقارب الساعة لتطلق الإنذار الآخير الذي نعشم أن يسمعه البرهان بوضوح ويتحرر عن كل القيود، ويحاول جاهداً دخول التاريخ من متسع أبوابه أو سيذهب الى مزبلة التاريخ والنهايات المحزنة .

ولنا عودة بإذن الله
رمضان كريم

https://wh.ms/201029319427

الدكش نيوز

موقع إخباري سوداني، مستقل. يهتم بالأخبار والتقارير والتحليلات ويفسح مساحة لمختلف الأحداث : إقتصادية إجتماعية، ثقافية ورياضية.كما يهتم بأخبار وأنشطة المجتمع والقصص الإنسانية والحوادث والمنوعات وأهم ما يحفل به العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!