الصبيان وحكايات عمك تنقو وبتو خديجة تفضلوا الي التفاصيل

الصبيان وحكايات (عمك تنقو وبتو خديجة)..

لا اعتقد ان احدا من ابناء جيلنا او الاجيال التى سبقتنا في رؤية الشمس لم يقرأ مجلة الصبيان او على الأقل لم ( تقع) هذه المطبوعة ( في عينه ) والتى كان يصدرها مكتب النشر بوزارة التربية.. صدر العدد الأول منها في عام 1946م . وتعد مجلة الصبيان ( وحسب علمي ) أول مطبوعة للأطفال في العالم العربي وربما في العالم الأفريقى ..كانت ( ابرز ) أبوابها في اعدادها الأولى : شهر زاد والذى ترد فيه قصة من قصص ألف ليلة وليلة ..ود النمير وكان هذا الباب مخصصا لقصص البطولة السودانية..باب أضحك مع الصبيان ( ألغاز ونكات وأحاجي )

..محمود يريد أن يعرف ..وكانت اشهر (شخصياتها) على الإطلاق ( عمك تنقو ) تلك الشخصية التى كانت تضحك الثكلى ..ويقال أن تنقو أسم مقتبس من أسم لتلميذ كان يدرس ببخت الرضا وان الشخصيات الاخري مثل العازة زوجته وخديجة ابنته هي بدورها اسماء حقيقية مع بعض ( التعديل ) وهي من ( ابتكار) المربي الراحل بابكر عبد الرحمن والذى كان فى مرحلة مؤلف الأشعار الفكاهية الخاصة بالعم تنقو فأسم العازة مستمد من أسم زوجته عائشة.. وان خديجة أبنة ( تنقو )

اسم حقيقي لأبنته خديجة بابكر عبد الرحمن .. كان اول ظهور لهذه ( الفريق الفكاهي) قد جاء في العدد الأول من المجلة ..وجاء في الاشعار المصاحبة للرسومات (( عمك تنقو وبتو خديجة حبو يسافرو يروحو الميجة ..شدو حمارهم وشالو العدة وساقو الكلبة الأسمها وردة ..مرتو العازة تشد الكشنة وعمك تنقو يحبها سخنة )..وقد لا يعرف البعض(الكشنة) وخاصة من اجيال ( حليب النيدو ) فالكشنة ( بضم الكاف) تطلق على المرحلةالأولى من ( تحمير ) البصل وقبل اضافة الخضار.. ومن أمثالنا ( وراهو المكشنة بلا بصلة ) …كان أول رئيس لتحرير الصبيان استاذ الأجيال والرجل القامة عوض ساتى طيب الله ثراه والذى كان يكتب كلمة التحرير تحت اسم ( العم سرور ) وكان قد عهد وقتها للاستاذ عوض ساتى بإدارة مكتب النشر ومن ثم تولى رئاسة تحريرها ..اختير عوض ساتى بعد سودنة الوظائف ناظرا لمدرسة وادي سيدنا الثانوية وهو من الشخصيات التى لعبت دورا بارزا في مؤتمر الخريجين..ولد عوض ساتى بالنيل الأبيض وتنحدر اسرته من جزيرة ( ناوا ) بمنطقة دنقلا العجوز.

..
.اهدتني ابنته بروفيسور حسنات عوض ساتى نسخة من سفرها القيم ( عوض ساتى.. العلم والتعليم والديلوماسية ) .. الكتاب دراسة توثيقية لمسيرة رجل من ذلك الجيل من الوطنيين و التربويين الذين كان يشار اليهم بالبنان…
/شلي