
عثمان ميرغني :
خلط الأوراق حد “الاختراق”
وتلك حرفةٌ أتقنها أحد أيقونات “ثورة ديسمبر المجيدة؟”..
كان الشاب بحماسه المتقد قادم لتوه من مصر كرمز للطلاب الاسلاميين وحلمه أن يصعد الدرج مسارعاً نحو ذرى الفعل واستهل توقده كاتب عمود بألوان .
ثم لما استشعر تثاقلا في الرقي صعداً غادر “ألوان” تلميحاً بالمغاضبة ، نحو “الرأي العام” التي يترأسها مغاضب آخر هو محجوب عروة .
ثم أحرق المراكب بينه والحركة الإسلامية ومؤتمرها .
رغم ذلك فقد حرص على علاقات فردية قد يحتاجها في مقبل أيامه .
ومع تباشير الغضب الشعبي وبواكير ديسمبر أعلن الرجل عن توهج ثوري مع اليسار والعروبيين “ملكي أكثر من الملك
ولما دانت الساحة لهؤلاء كان مرحبا بما قدم للثورة ، ومرة أخرى توهم أنه قاب قويسين من الموقع الرفيع ، والأحلام ليست جريمة يعاقب عليها القانون.
ورغم البلاء الحسن مبلغ أن ارتبط اسمه بنظيره فيصل محمد صالح ، إلا أنه ظل في مفاهيم هؤلاء مجرد “كوز” ، حتى وإن ابترد في نهر الجانج.
شايع حمدوك والوثيقة وغيرهم من إفراز الزمن القمئ.
ولما استشعر الميرغني أن القوم إلى زوال ، مارس عادته السابقة في القفز من المركب الغارق، وتناسى خرائد دبجها في مدح الحقبة الحمدوكية ، وقدم نفسه ناقدا ناغما بحثا عن سلالم جديدة وربما يحمله “التيار” الناغم نحو المراقي العصية.
ثم قدر أن يرمي سهمه بعيداً ، ولعل أقداره تماثل أقدار الشريف الرضي :
سهمٌ أصاب وراميه بذي سلمٍ
من بالعراقِ لقد أبعدتِ مرماكِ
وهو تفخيم لذات نفخت فيها فضائيات الإثارة “ورجغ ورجغ ورجغ” أن يتصور عثمان ميرغني أن السفير علي يوسف نظيره وبحاجةٍ انصائحه الفجة.
وعلى طريقته في حرق المراحل تناسى “أيقونة الثورة” أن قسوة التضاريس بين السودان وأبوظبي يستعصي تناولها حتى على أعتى المراكز الاستراتيجية .. وبعث بنصيحته الفطيرة عبر “تغريدة”! ..
الإمارات التي أدرجت شكاوى السودان ضدها على المنصات الأممية.. الإمارات التي يعضد مسلكها اليومي كيدها للبلاد والذي يعترف به العالم .. ومن يرد اسمها كعدوٍ معلنٍ من قبل القيادات العليا يناصح ميرغني الوزير المكلف بزيارتها! ..
لكن الرجل معذور إذ أن تنقله بين قنوات الصخب لم يترك له متسعاً لمتابعة دراسات مراكز الغرب حول الدور الإماراتي المدمر في القرن الأفريقي
عثمان .. يا أيقونة الثورة .. هل نردد في حقكم أحمد مطر ؟
ويُسافِحونَ قضيّةً من صُلبهم
ويُصافحونَ عداوةَ الأعداءِ
أمِنَ التأدّبِ أن أقول لقاتلي
عُذراً إذا جرحتْ يديكَ دمائي
أأقول لِلّصِ الذي يسطو على
كينونتي شكراً على إلغائي