العلاج البلدي نقاط فوق الحروف اليك التفاصيل

العلاج البلدي… نقاط فوق الحروف

نشرت مقالا قبل سنوات عن ارتفاع اسعار الادوية كان محوره ان ذلك الارتفاع والذى بلغ ذروته الان بسبب هذه الحرب سيدفع الناس دفعا للعودة للعلاج البلدي وهي عودة تتسق مع اعتقاد متجذر فى الثقافة السودانية بفوائد هذا النوع من العلاح .. وبسبب هذا الاعتقاد الراسخ ان من النادر ان يخلو بيت سوداني من القرض و النعناع..والزنجبيل

والحلبة…ألخ ..واصبح من المألوف فى اسواقنا ان نسمع بائعا ينادي على بضاعته من الاعشاب مستعينا بمكبر للصوت ( زاعما) في دعايته انها الشفاء من كل داء من ضغط وسكري. وقضروف وبواسير وقاوت ومن التهابات على اختلاف اشكالها والوانها …وكان التداوي بالاعشاب الطبية herbal medicine العلاج المتاح قديما للانسان بعد اكتشاف فوائدها من خلال التجربة فانتقلت المعرفة بها انتقال التقاليد والاعراف من جيل الى جيل.. واستطاع العلم الحديث وبوسائله المتقدمة ان يستخلص منها فوائد جمة ..انشأ المركز القومي للبحوث ( المجلس القومي للبحوث سابقا) وحدة للنباتات الطبية والعطرية لهذا الغرض ..ويأتي الضرر من الآثار الجانبية ال side effects التى يسببها الاستعمال العشوائى لهذا النوع من العلاج والقائم على وصفات ( الحبوبات ) والعطارين والباعة المتجولين والذين ( يبالغون ) فى الدعاية والترويج لها. ..

وللحد من الاستعمال العشوائى للتداوي بالاعشاب الطبية كان المجلس الطبي قد خاطب قبل سنوات المجلس القومى للصحافة بوصفه الجهة المشرفة على الصحافة الورقية بأن يخطر المجلس المؤسسات الصحفية بعدم نشر اى اعلان عن اي عقار مستخلص من الأعشاب الا بعد اعتماد ذلك الاعلان من الجهة المعنية بوزارة الصحة .. وجاء ذلك الاجراء بعد ان تبين ان عددا من هذه الاعلانات وفى مقدمتها الاعلانات الخاصة

بمستحضرات التجميل تحتوي ومن منظور علمي على معلومات غير صحيحة قد تترتب عليها اضرار بالغة على مستخدمي العقار ..وهناك ملاحظة لا تتصل مباشرة بموضوعنا ( التداوي بالاعشاب )ولكن تتصل بمفردات وعبارات خادشة للحياء ترد فى هذه الاعلانات ..احتفظ بصورة من اعلان تم نشره فى صحيفة فى اغسطس من عام ٢٠١٦م يروج لعقار يخاطب حواء السودانية.. تقول الجهة المعلنة عن ذلك العقار انه يساعد على الحصول على ( جسم رائع )..وارجو عزبزى القارئ ان تضع ما تشاء من خطوط تحت كلمتى( جسم رائع ) . وعند الدخول فى تفاصيل الاعلان (تصطدم )بعبارة يندى لها الجبين .. ويبدو ان رئيس تحرير الصحيفة الناشرة وهو المسؤول قانونا عن كل ما ينشر فى صحيفته لم يطالع ذلك الاعلان والا لكان من المفترض ان يطلب من صاحب الاعلان حذف او تعديل العبارة الصادمة والخادشة للحياء.

..وعودة لموضوعنا عن الأدوية البلدية فمن الطبيعي ان يلجأ المواطنون وبكثافة الى هذه الادوية بوصفها الخيار المتاح ( مكره اخاك لا بطل ) وذلك بسبب الارتفاع الجنونى فى اسعار الدواء والذى بلغ ذروته الان بسبب هذه الحرب .. والله المستعان..