حكاية الرئيس الراحل النميري مع هذا الصحفي الشجاع وهذا مادار بينهم اليك التفاصيل

حكاية نميري مع صحفي شجاع..

خلال عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري , وتحديدا في الأشهر الأولى لنظامه ,غضب نميري غضبة مضرية بسبب عبارة جاءت في تحليل سياسي , مضمونها أن الشارع السوداني يتساءل لماذا لم يستنكر مجلس قيادة الثورة الحرب الجرثومية التي شنتها أمريكا على الشعب الكوري ؟ فأستدعي نميري الصحفي كاتب ذلك التحليل والذى كان من ” ضحايا ” الترام الذي تسبب في قطع زراعه واعاقة الكثيرين غيره

…حدثت مواجهة حادة بينهما وكان ذلك الصحفي في منتهى الثبات والشجاعة والإصرار على صحة العبارة .. ولكن وعلى الرغم من غضب نميرى وانفعاله الا انه أعجب بشجاعته وقارن بين موقفه ” الشجاع “وموقف فى غاية الضعف لأحد الوزراء ..تقدم الوزير بمشروع وعندما أخذ نميري يتناقش معه حول المشروع , أستشف الوزير أن نميري غير مقتنع بالفكرة ومن ثم وعلى قاعدة ” الخواف ربى عياله

” تراجع الوزير عن مشروعه وكان خلال انسحابه التدريجي يثني على ملاحظات ونقد الرئيس نميري للمشروع ..قارن نميري بين الموقفين فأعجب بشجاعة كاتب التحليل السياسي ووجه الجهات المعنية بالشروع الفوري في إجراءات تسفيره إلي لندن على حساب الدولة لتركيب زراع اصطناعية ..لكن ذلك الصحفي اعتذر بكبرياء من قبول العرض قائلا ” منذ أن قطع الترام زراعي وأنا صبي لم اشعر يوما بأني معاق .

حكاية.” وفشلت كل المحاولات لإقناعه بالموافقة .. ذهب نميري ونظامه وبقي ذلك الموقف الرجولي الذي سجله التاريخ ..والرجال مواقف..نسأل الله المغفرة والرحمة للرئيس نميري وللصحفي ميرغني حسن على صاحب ذلك الموقف الشجاع و الذى توفى قبل سنوات ..كنت قد تعرفت عليه عن كتب خلال عملى بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات بحكم عضويته فى عدد من اللجان المتخصصة !!