جرائم وحوادث

فهمك شنو ياجيش لي سوق القش سبب الوجع

دكش نيوز _ متابعات

(ليلة في سوق القش) ..

وصلت سوق ليبيا مع اذان المغرب قادما من كلاكلاتنا العظيمة رايت الجنجويد جماعات جماعات منهم يشبه الابل في المشية سيقانهم طويلة وتحتك مع بعضهارايت الجنجويد جماعات جماعات منهم يشبه الابل في المشية سيقانهم طويلة وتحتك مع بعضها ومنهم يشبه الزراف رقابهم لا تتناسب مع اجسادهم ومنهم مثلما ابوقدح تخالهم يزحفون زحفا.. بعضهم يركب السيارات العسكرية او السيارات المنهوبة الملطخة بالطين وكثير منهم يركبون المواتر مترادفين ثلاثة افراد.. يفرقون رصاصاتهم في الهواء بلا بسبب ربما انتشاء بسيجارة مخدر دخنوها او لسوء تفاهم مع بين الزملاء .. المشوار في ايام الحرب يستغرق اليوم كله من صبحه الى مغربه.. جهتي المقصودة مقر القناة المشهورة في شارع السيسي ..
اتصلت على ابوكوكي لاعلمه انني في سوق ليبيا والوقت تاخر لذا عليه توقع حضوري في صبيحة اليوم التالي .. كان الجنود الجنجويد يطلقون النار في الهواء بتواتر.. بعض القنابل التي يطلقها الجيش تنفجر شمال السوق مخلفة اصوات مرعبة ودخاخين تتجمع صاعدة الى اعلى .. سالت جمع من الناس عن مكان لكوندا او فندق للمبيت جميعهم اشار الى بالذهاب الى سوق القش

..
وصلت سوق القش بعدما استقليت ركشة .. وجدت الجنجويد جماعات جماعات متحلقين حول مطاعم الشواء يتناولون وجبة العشاء .. ذهبت الى مكان تاجير السراير .. دفعت مبلغ الف جنيه نظير سرير واحد لليلة واحدة .. تمدد على السرير بعدما اكلت العشاء في مطعم قريب فقد كنت مرهقا .. الجنجويد يطلقون نيران بنادقهم كالعادة وقت تمام الليل بنظام يعرفونه هم.. كان الجنجويد موزعين على كل رقع السوق على بعد عشرة امتار من حيث انام توجد جماعة مشكلة من حوالي عشرة افراد .. قبلما اغفو رايت شاب يفترش الارض سالته عن السبب اجاب ان المال الذي معه نفد.. نقدته الف جنيه اجرة السرير والف جنيه اخري لزوم العشاء ..

بعدما تعشى المراهق جلب سريره جوار سريري .. كانت لهجته غريبة لكنها صحيحة .. ذهبت شكوكي انه من عرب افريقيا كان الظلام دامسا لا استبين ملامحه سالته هل انت من العرب .. اجابني انه من كرام العرب ..

سالته ثانية .. اين بلادكم ..قال انها بعيدة يحتاج المرء مسيرة اسبوع للوصول اليها..
قلت له وانا استجديه : يا ابني لا تغدر بي انا قدمت لك المساعدة ..
في خلال الخمس شهور التي قضيتها بين الجنجويد عرفت ان عرب افريقيا يتملكهم حقد شديد ومضاعف لاولاد البحر اكثر بكثير من بقية الجنجويد لماذا لا ادري .. هذا ما جعلني اخاف منه..
اجابني المراهق انه لن يغدر بي بل وسوف يرد لي الجميل مضاعفا ..
قلت له وانا استكرمه ان افضل رد جميل الا يمسني بسوء انا او غيري.. وطلبت منه ان يجعلني انوم نومة هنيئة.. فالنوم سلطان كما يقولون ..
انتابني احساس ان المراهق طالما مؤمن بافكار الجنجويد فهو لن يتركني في حالي سبيلي الا اذا اطمأن انني لا املك المال وانني معدم فقير.. اخرجت النقود التي في جيبي وكانت قليلة .. فانا لا احمل نقودا كثيرة يمكن ان تلفت النظرات الجشعة للجنجويد ..
اعطيتها للمراهق .. طلبت منه الاحتفاظ بها حتى الصباح .. لم يسال لماذا اعطيتها له حتما سيعرف المغزى والسبب.. وفي الصباح ردها لي فعلا..

مع تباشير الصباح استقيظت .. تسوكت وصليت الفريضة .. ذهبت مع المراهق لشرب الشاي.. هالني منتظر لم اتوقعه الوف من الشباب المراهقين ناموا ليلة الامس في ساحات سوق القش وانا لا ادري بهمة.. معظمهم يلبسون الكدمول.. سمعتهم يتصلون باهلهم لاعلامهم بوصولهم الى الخرطوم

..
جلست على مبعدة وجواري المراهق وامامنا كبايتي شاي لبن ..
سالت المراهق : من هؤلاء ..

اجابني بشفافية : هؤلاء جاؤوا من الغرب يوم امس جاؤوا من دارفور وتشاد والنيجر ومالي .. كل واحد منهم جاء قاصدا جماعته واهله الذين يخدمون في الدعم السريع جاؤوا لتلبية لطلب الاستنفار وللنهب والسرقة .. انهم جاؤوا من اجل كسب مزيد من الغنائم .. عندما راؤوا باعينهم وصول غنائم اقرابهم الجنود الى قراهم ونجوعهم وفرقانهم سال لعابهم..

سالته : حتى انت ..
اجابني : نعم حتى انا اهلي موجودين في حلة كوكو ..
سالني عن حي كافوري القريب من حلة كوكو وهل هو حي راق وهل به ذهب وسيارات ونقود ..

لم اجبه .. تكلم المراهق شارحاىسبب قدومه انه يحب ابنه عمه وينوي الزواج بها لكن المال يقف حجر عثرة في طريقه لذا قرر المجيء الي الخرطوم لتكوين نفسه ..
سالته اين اهلك ..
قال انه قدم من تمبكتو ..

انا اعرف تمبكتو .. انها في دولة مالي . كان المراهقين الجنجويد الاخرين يشربوا الشاي وبعضهم يستمع الى اغاني عرب افريقيا واغاني عرب الخليج .. يلبسون الكدمولات الزاهية .. بعضهم يتصل باقاربه من جنود الدعم السريع ويعضهم يتصفح الفيس والتيكتوك.. هؤلاء سوف يذهبون اليوم للقيا اهلم المقاتلين في صفوف المليشيا المتمردة ..في الغد ياتي اخرون يحملون ذات طموح الوصول للغنى عن طريق الهب والسرقة ..

اصبحت الخرطوم محجا لعرب الشتات او ما يعرفون بعرب افريقيا.. حيث الثروة والحياة الرغدة وتحقيق الطموح ..
استاذنت مراهق تمبكتو الذي وعدني برد الجميل في يوم ما وانه لن يقتل بريئا قط.. ابتعدت بعيدا عن سوق القش .. الذين رايتهم من الشباب القادمين من مناطق عرب افريقيا بين ٥٠٠ الى الف شاب هؤلاء يضخون دماء جديدة في شرايين قوات دقلو .. اي خلال شهر واحد يضخ سوق القش ما بين ١٥ الف الى ثلاثون الف جندي جديد.. سوف يضحون نهابين جدد ليسرقوا اموال اهلنا ويسبوا اولاد البحر وينعتونهم بالجبناء الخوافين ..

اعتقدت انني سوف انسي مراهق تمبكتو مع مرور الايام كما نسيت كثير من الجنجويد .. تلفون اتاني من احد الاشخاص وطلب مني احضار جواز سفر ابنة اخته من حي كافور ووصف لي حالة ابنه اخته بالسيئة والمرثى لها.. تريد مغادرة البلاد باسرع ما يكون والا وسوف تصل لحالة من الجنون .. وصلت حلة كوكو ومنها الى القنطرة.. في القنطرة رفض الدعامة دخولي الى حي كافوري رفضا قاطعا.. حاولت التسلل عبر مركب لكن المراكبي قال حي كافوري اضحى مدينة محرمة لا يدخلها احد سوى الجنجويد .. اتصلت بصديقي اعلمته ان المهمة باءت بالفشل.. قدم لي مقترحا ان ابحث عن دعامة يساعدوني في الدخول وانه سوف يدفع ..

تذكرت على الفور مراهق تمبكتو .. حان الوقت ليرد لي الجميل بحثت في حلة كوكو عن كدمولات صفراء وعن عيون ضيقة تشبه عيون الصينيين لكنني فشلت لم اجده البته .. هكذا الدنيا في زمن الحوجة لا يجد الانسان مايحتاج اليه

..
ودعت الفاضل صاحب البيت الذي امكث فيه.. كنت ذاهبا الى مدينة مدني من اجل تسليم اوراق تخص قريبي ومن اجل جلب الة لحام من اجل لحم شقتي وبيوت اقربائي .. ولما وصلنا تفتيش الجيش جاء ضابط وطلب مني النزول ثم امر الحافلة بالتحرك .. قال لي الضابط انني مشبوه لذلك سوف يتحرون معي اخذوا تلفوني وتفحصوه وتحققوا معي اكثر من ساعتين واتصلوا على بعض الارقام التي اتصلت بها سلفا بعدها قال الضابط الاكبر

_ما تقوم به عمل جليل لانك تعرض حياتك للخطر باقدامك على لحم بيوت اهلك وبيوت ضباط الحي..
طريقة اللحام التي اتبعها قللت بالفعل من عمليات النهب الذي تقوم المليشيات المتمردة بالتالي فانها تقطع الامداد المادي عنها وهو ما يخدم الجيش ..

_هل هناك ملاحظة تريد ان تقولها لنا ..
كهذا سالني الضابط الكبير..
قلت الحقيقة هناك ملاحظة مهمة يجب ان تعلم ان سوق القش يمر به كل شهر ماىبين ١٥ الى ٣٠ الف شاب يرغبون في الانضمام الى الجنجويد.. عليكم بسوق القش ..
شكرني الضابط على المعلومة ..

قبل فترة اتصلت علي. شقيقتي لتبلغني ان قريب لنا من بعيد قتله الجنجويد في حي الاسكان لانه رفض تسليم سيارته لهم واثر الموت شهيدا مدافعا عن حقه .. لما انتهت المكالمة انتابني احساس عميق ان مراهق تمبكتو هو من قتله هو من فعلها .. حاولت ازاحة الفكرة عن راسي لكني فشلت .. مراهق تمبكتو يشفشف ما بين حلة كوكو وحي كافوري وقريبنا استشهد في حي الاسكان وبينهما بعدا سحيقا الا ان قلبي ذهب بلا جدال او غلاط ان القاتل هو هو .. لان الجنحويد لا عهد لهم وان الجنجويد يردون الجميل وبالا فاحشا..

https://wh.ms/201029319427

الدكش نيوز

موقع إخباري سوداني، مستقل. يهتم بالأخبار والتقارير والتحليلات ويفسح مساحة لمختلف الأحداث : إقتصادية إجتماعية، ثقافية ورياضية.كما يهتم بأخبار وأنشطة المجتمع والقصص الإنسانية والحوادث والمنوعات وأهم ما يحفل به العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!