أعمدة

كتب محمد قسم السيد،، أصحاب الجلود التخينة،،

*محمد قسم السيد … يكتب

فى (هذا ما حدث)

أصحاب الجلود التخينة

المشهد الراهن ،بكل ما فيه من احتقانات وهشاشة وازمات، يشهد موجة إضرابات عن العمل، فى قطاعات إستراتيجية وحيوية ومؤثرة ،ليس في قطاع الخدمة المدنية وحدها ،بل شملت حتى النشاط التجارى، مما يعني ان الأزمة الإقتصادية ،وصلت مرحلة مستعصية و متفاقمة ،ولا يلوح في أفق السلطة الإنقلابية اية حلول ،تسهم فى تقليل حدتها ، المكون العسكرى ظل يعلق الأزمات الإقتصادية ،على شماعة حكومة دكتور حمدوك ،حيث واجهت الاخيرة هجوم شرس من المكون العسكرى، محمل اياها الضوائق الاقتصادية وتبعاتها، بل ولعب المكون العسكرى دورا في إستعداء الشارع ضد حكومة حمدوك ،ولكن حتى لا ننسى لم تعلن اى جهة الإضراب عن العمل وقتها ،لسبب بسيط وعميق ومهم ،هو ان الأوضاع الاقتصادية كانت تسير في طريق الانفراج، اما الآن وبالرغم من الفشل فى إدارة ملفات الدولة وعلى رأسها الاقتصاد، احتمى المكون العسكرى بالصمت المريب، و أسوأ مافى الراهن ، لاشئ يبدو في الافق،غير المزيد من الضوائق والعوائق الاقتصادية، التى أثرت كثيرا في أصحاب الدخل المحدود وكان تأثير ذلك ضخما على القطاع التجارى، الذى اضاف اليه وزير المالية عبء ضرائب فاقت قدرات التجار الذين امتنعوا عن تنفيذ سياسات جبريل الجبائية ،واغلقوا متاجرهم كخطوة تعنى الرفض الصريح والامتناع الواضح ، أصحاب النظر القصير ،عابوا على التجار اغلاق متاجرهم، باعتبار ان اى زيادات في الضرائب يتحملها المستهلك ، وفات عليهم ان ارتفاع الأسعار سيؤدى إلى الركود وبوار السلع ، بسبب ضعف القوى الشرائية، الاضرابات عن العمل ستيزيد الموقف الاقتصادي سوء، وترفع من الغضب الشعبي الذى وصل درجة الانفجار ،ومع ذلك الحكومة الانقلابية صامتة عاجزة ولسان حالها يقول ( ما العمل ) ،وزير المالية بدون حياء ارجع الأزمة الاقتصادية لتوقف الدعم الخارجي، وبجهل مطلق ،أعلن عن ان موازنة العام 2023 ستكون من الموارد الذاتية، ونفس الوزير قال ،ان الدولة ليس لديها موارد غير جيب المواطن ،ونفس الوزير قال في نرجسية ، لو فشل فى ادارة الاقتصاد سيقدم استقالته، ونفس الوزير قال في حق المبعوث الاممى (جلدو تخين )، وهل من فشل اكثر من إشهار سلاح الاضرابات ،بسبب سياسات جبريل الاقتصادية ،وهل من فشل اكبر من توقف الانتاج الصناعى والزراعى ، وهل هناك فشل اكبر من توقف حركة الواردات والصادرات فى الموانى ؟ الغريب والمحير والمقلق فى آن، صمت السلطة الانقلابية على فشل وزير المالية ، السلطة التى تعلم يقينا ان استمرار جبريل في موقعه ،يعنى المزيد من الغضب الشعبي على السلطة الانقلابية المغضوب عليها اصلا ، ويعنى كذلك المزيد من الأزمات الإقتصادية ،من الممكن فشل وزير في مهامه ، لكن ليس من الممكن إستمرار وزير فاشل فى مهامه، كما فى حالة جبريل .*

https://wh.ms/201029319427

الدكش نيوز

موقع إخباري سوداني، مستقل. يهتم بالأخبار والتقارير والتحليلات ويفسح مساحة لمختلف الأحداث : إقتصادية إجتماعية، ثقافية ورياضية.كما يهتم بأخبار وأنشطة المجتمع والقصص الإنسانية والحوادث والمنوعات وأهم ما يحفل به العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!