
لقد أخطأت
قال رئيس الوزراء البريطاني السابق السير ونستون تشرشل ذات مرة: قررت في أحد الأيام أن استقل سيارة أجرة إلى مكتب هيئة الإذاعة البريطانية BBC في لندن لإجراء مقابلة، وعندما وصلت طلبت من السائق أن ينتظرني لمدة أربعين دقيقة حتى أعود، لكن السائق اعتذر وقال: آسف، لا أستطيع، لأنني يجب أن أعود إلى المنزل للاستماع إلى خطاب ونستون تشرشل، يقول تشرشل: لقد اندهشت وسعدت برغبة الرجل في الاستماع إلى كلامي، لذا أخذت عشرة جنيهات وأعطيتها للسائق دون أن أخبره من أنا، عندما رأى السائق النقود قال: سأنتظر ساعات حتى تعود يا سيدي، دع تشرشل يذهب إلى الجحيم.
لكننا مُصابون بحب هذه البلاد، نحبها وإن كانت خرابًا، هذهِ البلاد تخصنا بحروبها وجياعها والنازحين وبصمتها المكسور. لا نسعي لمنصب أو مال دون وجهة حق، ان كنا نسعي اليه، لإغتنامه كان ميسراً عندما كان الوطن في اوج عظمته وأيامه ، أقول لضعفاء النفوس،شراء الذمم،
واستغلال المال لإمالة النفوس، من أجل مصالح حزبية ،أصبح مرضاً اجتماعياً متفشياً،ونشاهده يومياً وهذا يُعتبر خيانة للوطن والمواقف الوطنية، إن قبلت رشوة من جهة او حزب أو فرد.
ظاهرة الرشوة وبيع الذمم استشري والوطن يخوض أشرس الحروب والصراعات،ولا يمكن أن نتخلص من الرشوة في ظروفنا الحالية، لأنها تفاقمت واستفحلت وكثير من الناس يلمسونها من خلال التعامل اليومي
قال رسول الله صل الله عليه وسلم(لعن الله الراشي والمرتشي، والرائش الذي يمشي بينهما)
لقد أخطأت أيها الرجل حين ظننت،بأن هناك من يعرض ذمته ومواقفه للبيع.
المال ليس كل شيء في هذه الحياة ويجب أن نثبت لضعاف النفوس، أن في حياتنا أشياء عزيزة وطن أعز نفديه بالمُهج والأرواح غير قابل للمساومة أو البيع أو التنازل.
وطن الجدود نِعم الوطن خيراته كم يتدفقن آن الآوان أن نُُمتحن في سبيله لا نطلب ثمن.
النصر لشرفاء قواتنا المسلحة