
موسم الهجرة إلى – مصر – الشمال
1
الفراشة مع السحابة
كنا في شهر رمضان المعظم في العشر الأواخر . كان العيد علي الابواب في يوم الجمعة الموافق 14/ 4 / 2023 وبعد الافطار ذهبنا علي وانا سوق بحري وقصدنا زقاق الكنيسة – مع انو بعيد من الكنيسة ـ حيث توجد الاشياء المميزة الحلوة وتحديدا القمصان وال تي شيرتات الخاصة بالاولاد حاجات علي قدر عال من الجودة والأناقة والادهاش والاكثر ادهاشا الاسبورتات الجوردان لما خشينا المحل علي بقي بسال عن الجوردانات بمسمياتها وارقامها دى موجودة ودى لا ودى المقاس صغير شوية وفي واحدة تحفة كدة قال لعلي دى ماجات السودان لسة لكن بتجي الاسبوع الجاي لو جيت قبل العيد بتلقاها انا سألته هي بتجي وين ؟ قال لي دبي يا الله علي دبي نيويورك الشرق اوعدنا يا رب . لما بدينا نفتش في علاءات الله كان الليل قد اليل وما لقينا حاجة حلوة قلت لعلي خلينا نرجع البيت اصلا نحن جاين سعد قشرة اكيد ح تلقي هناك حاجة حلوة وعندنا تعريجة كدة علي ماكس ماكس عندهم الجينز الدمار وال تي شيرتات حقتم تحفة بس القمصان دائما لااااارج .
رجعنا البيت علي طوالي رقد نام وانا دخلت المطبخ لإعداد العشاء . اصبحت الواطة كان اليوم سبت .. يوم السبت المشؤوم 15 / 4 / 2023 . ناس علي كان عندهم امتحانات تجريبية استعدادا لامتحان الشهادة السودانية مشي المدرسة في الحلفايا .لا اذكر الساعة كم جاء منصور قال لينا انتو راجعين السوق قلت ليه صحيح راجعين قال لي مافي زول امشي علي بحري ضرب شديد استغربت جدا ضرب !!! وبقت في قلق شديد على علي ومرقت الشارع وبقيت واقفة ورجليني ما شايلاني و بردت أطرافي كأنهم فخار مبتل لو ركبت ركشة مشيت المدرسة احتمال يعاقبني يجي راجع البيت وانا اقعد الف وما القاه وانا في هذه الحيرة شفت ليك علي من بعيد جاي حمدت الله كثيرا سألتو الحاصل شنو قال في الحلفايا مافي حاجة لكن جمعوا مننا الورق أثناء الجلسة وقالوا امشوا بيوتكم
طبعا عدلنا عن فكرة الذهاب للسوق إلى أن تتضح الرؤية على امل أن نواصل تسوقنا في مقبل الايام الجاية لسة في وقت
كان الجميع يعلم بخلافات الجيش والدعم السريع إلا أن تصل لمرحلة حرب دى كانت مستبعدة جدا السودانيين معروفين بالطيبة والبساطة والتواصع على مستوى العالم ولاحقا عرفنا إنها دى عوارة وسذاجة في نظر باقي الدول وانا دائما بقول ما دائما التواضع حاجة كويسة المهم استبعدت الحرب شأني شأن الناس من حولي
قامت الحرب وأصبحت أمرا واقعا لكن برضو اعتقد الكل أن الجيش سيحسم الحرب في غضون أيام إن لم تكن ساعات وسيسحق الدعم السريع ونبتهج بالعيد السعيد وسيجلس أبناؤنا لامتحان الشهادة السودانية لكن للأسف استمرت الحرب سجالا بين الطرفين وبدأ الخوف والرعب يتسلل إلى قلوبنا ايعقل أن نصبح مثل الدول عاشت الحروبات !! ايعقل أن نعيش وسط الرصاص والمسيرات والدانات والانفجارات !! وان نهجر بيوتنا مصدر استقرارنا وأمننا وحياتنا الحلوة ونصبح مثل الدول التي نراها في الفصائيات الإخبارية .لا لا إن شاء الله ما ح يحصل جيشنا العظيم قادر علي حمايتنا وسحق التمرد
بقينا نسمع صوت الانفجارات والرصاص وبدأ الصوت يقترب شيئا فشيئا وتلبدت السماء بطبقة موحشة من الضباب .. صباح يوم لا اذكره اتصلوا علي ناس امي وقالوا لي نحن ماشين السقاي احسن تطلعي من الكدرو ارحكي السقاي قلت ليهم لا ما بمشي . اعتقدت أنو الحرب لو وصلت الكدرو الضرب ح يكون في الشوارع ونحن بنكون جوة أسوأ الفروض بنخش تحت السراير اتذكرت انو سرايرنا صندوق مافي اي فتحة تدخلنا تحت السرير وقلت بنتصرف . في احد الايام تلبدت السماء بغيوم لا ليتها كانت غيوم كان ضبابا كثيفا موحشا كئيبا وشعرت أن الدخان قد اقترب كثيرا طلعت فوق لأتمكن من الرؤية وياااللطامة الدخان في الكبري كبري الحلفايا نزلت وانا اتعثر ودائما في الظروف دى بطني بتجوط ولا اقوى علي الاكل والشرب وقررت الخروج باولادي والنجاة بأرواحنا قلت لمنصور نحن ما ح نقعد احسن نتخارج الحرب دى لا محال واصلانا واصلانا قال كويس ماشين السقاي والا البسابير قلت ليه سقاي شنو ؟ نحن ماشين البسابير كان اليوم قد انقضي تقريبا وقررنا الرحيل غدا صباحا .
يتبع…