
موسم الهجرة إلى – مصر – الشمال
2
الفراشة مع السحابة
قررنا الرحيل بعيدا عن الحرب علي امل العودة . ثاني أيام عيد الفطر المبارك مساءا بديت الملم في حاجاتنا حزمت اكبر قدر ممكن من الملابس وبطانيتين دبل وحجر كراش القدمين وعلبة الإبار والخيوط ومكواة انا دائما حريصة انو تكون عندى مكواة جديدة مخزنة واخري مستعملنها للأسف اخذت القديمة قلت في نفسي ما كلها ايام وبنرجع واهم حاجة النسكافيه تأكدت من أنها أخذت مكانها في الشنطة منصور قرر البقاء يومين ثلاثة وسيلحق بنا اذا لزم الامر قلت ليه عليك الله ما تجي بدون ناس امي لازم يجو معاك وعدني يجو معاه هو غالبا ح يجي مع أحد أقربائه أو سيأتي مستقلا الحافلة لأنو نحن رحلنا بالعربية علي أن يحجز لهم مقاعد ويطلعوا يلاقوه برة في الظلط اتصلت علي عفراء قلت ليها ضرب شديد في كبري الحلفايا ونحن الآن طالعين علي البسابير تعالوا مع منصور قالت لي كويس تمام
صباح ثالث ايام العيد اتوجهنا الي البسابير
كانت الرحلة جميلة الطريق طويل والشمس قد غادرت خدرها قبل ساعة وشوية أخذنا معنا زوادة الطريق لم يكن القلق والخوف من الحرب قد عرف طريقه الينا مررنا بأرتكازات الدعم السريع الذي كان يسيطر علي طول الطريق الى ما بعد حجر العسل تعاملوا معنا بمنتهي اللطف فالحرب كانت في بدايتها وهذا اللطف لم يمنع تدفق الادريالين في عروقنا كلما اقتربنا من ارتكاز قبل الرحيل حزرونا من حمل تلفونات ثمينة وذهب ولاب توبات وكدة لأن الدعامة ح يشلوها مننا لكن طبعا التلفونات لم نقوى علي تركها وخاطرنا شلناها والحمدلله فلتنا منهم
وصلنا البسابير ولقينا الناس منتظرننا واستقبلونا بترحيب وحفاوة منقطعتي النظير نزلنا في برندة جميلة مكيفة ارضيتها سيراميك وبها شاشة وحيطانها مزدانة بستائر الايام الأولي علي وعمر معنا كل الوقت . كنا ننام احيانا داخل البرندة وحينا في الحوش الخاص بها . الحيشان فى البسابير عادة تحظى بعناية خاصة مفروشة بالحصي الصغاااار دة وترش بالماء وتكنس باستمرار ودائما هناك راكوبة طوييييلة حيطانها مطلية بطلاء جميل وبها عدد لا يستهان به من الازيار والبراميل مع انو في خزانات فوق الحمامات والموتورات شغالة لكن برضو براميل تحير
سراير الحديد في الحوش وفي الراكوبة وهناك عدد من الأسرة مخزن داخل غرفة ما مستقلة شبه مخزن انا حاولت اعد السراير دى وفشلت لانو بعد يوم بكتشف في سراير في مكان كنت أجهله شئ غريب الناس دى حكايتها شنو مع السراير دى
طبعا كنت متابعة الأخبار باهتمام وانتظام لدرجة انو الناس بسالونى اها يا عنان – بكسر العين ودمج الياء مع عنان – الحاصل شنو ؟ الخرطوم كيف الليلة ؟
الاخبار كانت في تلك الفترة الجيش امتص المفاجأة سريعا وسيطر علي الأوضاع وكنا كل يوم نسمع عبارة النصر قريب وفي الوقت ذاته الدعم السريع كل يوم يجتاح المدن والقرى ولكننا كنا علي يقين أن جيشنا العظيم العريق سيحسم الحرب لصالحه ولصالح شعبه المتلهف للنصر والعودة لدياره
كان هناك صالون صخم فخم بما تعني الكلمة من معنى يطلق عليه المجلس خاص بالرجال مكان ضيافة يقضى فيه الرجال معظم الوقت إن لم يكن كله ملحق معه مظلة ضخمة تحتل معظم مساحة الحوش ملاى بالأسرة عدد عجيب من الاسرة لا تحصي ولا تعد وفي ركن قصي شيدت غرفة بداخلها عدد ضخم من المراتب والوسائد وحافظات المياه والمناضد إضافة للحمامات والمراحيض
كنا في غاية البهجة والغبطة وما زاد الأمر روعة وجود العربية طبعا ذمان ما كانت كدة تحت يدنا علي سواق ماهر من قبل الحرب بالرغم من صغر سنه وعمر سواقة مجهجهة انا اتعلمت السواقة في مدرسة اخدت اسبوعين اتعلمت علي عربية مانيوال كنت مخططة اغتني عربية للاسف فشلت واكتشفت انو الاتوماتيك اسهل كتير من المانيوال المهم سقنا سواقة جد مشاويرنا كلها كانت الصيدلية والبوتيك وبعض الزيارات
ناس علي كانوا بمشوا بصحبة الود الجابنا البسابير يفولو العربية من شندى ويجو راجعين طبعا بعد حناسة شديدة لمنصور عشان يرسل قروش البنزين ومنصور يهرج ويقول احسن تخلو العربية للضرورة
في يوم وانا بقلب في الواتس تقع عيني علي فيديو الكدرو الاااااان ضرب جد وتفجيرات وعربات متفجرة ومحترقة والله واحدة أمام بيتنا اترعبت جدا اتصلت علي منصور مستفسرة يا منصور بالجد الاشتباكات في الكدرو ؟؟! أكد لي الخبر وقال بعد بكرة غالبا ح يجي البسابير بس ح اشوف زول يقعد في البيت في البيت . طوالي اتصلت علي عفراء قلت ليها تجوا مع منصور انتظروه في الظلط قالت لي والله السقاي في امن وامان ومبسوطين والوضع مطمئن جدا وجاتنا روي بت فوزية خالتي بأولادها من شمبات وح نقعد في السقاي قاعدين ؟؟ قاعدين . خلاص تمام