اعلام الحرب ساحات معارك تختلف عن ميادين القتال تحتاج الي اتقان انواع اخري من الأسلحة ونحن صاحين لاي اختراقات يامليشيات

إعلام الحرب: ساحة معركة تختلف عن ساحات القتال

في خضمّ الصراعات، تبرز ساحة معركة أخرى لا تقلّ ضراوة عن ساحات القتال الميدانية، هي ساحة الإعلام. ففي زمن الحرب، تُصبح المعلومات سلاحًا ذا حدّين، يُمكن أن يُستخدم لبناء الجسور أو حرقها، لنشر السلام أو تأجيج الفتن.

دور الإعلام لا ينحصر في نقل الأخبارنقل الأخبار، بل يتعدّاه إلى التأثير على الرأي العام، وتشكيل الصورة الذهنية للحدث، بل وربما تغيير مسار الصراع، لأن الإعلام كأيّ غريزة، تنمو وتُقوى بالاستخدام. فمع تكرار الرسائل الإعلامية، يصبح لها تأثير عميق على مشاعر الناس وسلوكهم.

في ظلّ الحرب الدائرة في بلدنا، يزداد دور الإعلام الإيجابي أهميةً. فالإعلام السالب، والإعلام المزيف، والإعلام المعتم، لا يُساهم إلاّ في تأجيج الصراع، وتعميق الانقسامات، ونشر اليأس، وحتى نشر المعلومات العسكرية وتحليلها لا تساعد في تحقيق الانتصارات ولكنها أقرب إلى تسريبات الاسرار العسكرية والتي يعاقب عليها القانون.

يُمكن للإعلام أن يلعب دورًا هامًا في نشر الوعي حول مخاطر الحرب، وتأثيرها على المدنيين، خاصةً الأطفال والنساء، مع دعم الجهود الإنسانية وإبراز الجهود المبذولة لمساعدة المتضررين من الحرب، وتشجيع التبرعات لدعم هذه الجهود، بجانب تعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ العنف، والتأكيد على أهمية الحوار لحلّ الأزمات، مع فضح الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.

حقيقة أن بعض النقاط المضيئة وبعض التغطيات وكتابات بعض كتاب مقالات الرأى ووسائل الإعلام، كانت لها أدوار إيجابية في التغطيات الإعلامية الشاملة وساهمت في نشر الوعي حول مجريات الأحداث، وأطلقت بعض المنظمات ووسائط إعلامية مجتمعة، حملات توعية عبر الإعلام، حول مخاطر الحرب، وكيفية حماية المدنيين، وإن اختلفنا في توجهات بعضها، ورسالة الإعلام ضرورة في إبراز الجهود الإنسانية المبذولة والمطلوبة

لمساعدة المتضررين من الحرب، ممّا يُشجع على المزيد من التعاون والدعم.
الإعلام في زمن الحرب مسؤوليةٌ عظيمة. ففي يدِهِ القدرة على نشر السلام أو تأجيج الفتن، لذا، يجب علينا جميعًا أن نُدرك أهمية الإعلام الإيجابي، وأن نُساهم في نشره، لكي نُساهم في بناء مستقبلٍ أفضل للسودان، أو لنصمت ونتابع المشهد.