
🌍في الهواء
✍️كتب محمداسحق عثمان
مابين شريان الشمال والقاهرة والخرطوم حكايات،،
⚫رحلة قمت بها لتقصي الحقائق تحركت من الخرطوم قاصدا قاهرة المعز عبر الطريق البري على غير العادة والقصد من هذه الرحلة البرية الشاقة الوقوف على مانسمع من قصص حول مايدور في هذا الطريق من حكايات حول موضوع المصريين الذين نسمع عن بعض القصص من مجموعات يتم القبض عليها ونسج القصص عن مايحملون من بضائع واموال مزورة في صناديق وقصص يشيب لها الولدان المهم حزمت حقايبي وتوجهت نحو الاتوبيس الذي تحرك بنا من مدينة ام درمان عقب صلاة الفجر،
⚫وكان في بالي ضرورة التحقق بحكم عملي الصحفي وبعد تجاوز مدينة دنقلا الحبيبة ظهرت بعض الشاحنات المصرية وهي تقف بجانب إحدى المقاهي وتوقف الاتوبيس الذي يقلنا على نفس القهوة ذهب الركاب نحو المشروبات المختلفة وتناول الوجبات السريعة ولكني اتجهت نحو سائقي بعض الشاحنات المصرية بادلتهم التحايا وجالستهم رحبوا بي ببشاشة وروعة أهل البلد الجدعان اوي على قول الأخوة المصريين،
⚫تجازبت معهم أطراف الحديث وسألتهم عن مايحملون من بضائع قالوا نحن اولاد بلد واحد ومالناش علاقة بالاوضاع السياسية إحنا شعب واحد في بلدين أعجبني الكلام قلت انتم تسرقون خيراتنا قال أحدهم ياعم إحنا بنكمل بعضينا أعجبتني طريقة الرد وقال بالمنطق يازول إحنا نمشي كل هذه المسافات الطويلة وفي ضوء النهار وتحت الشمس كيف لنا أن نعمل في تهريب او نتاجر في ممنوع او غير ذلك ربنا يجازي اللي كان السبب بس وذهب يحدثني عن طبيعة العلاقات بين الشعبين وان في مصر الان اكثر من خمسة مليون سوداني وليس بيننا الا الحب والتقدير والاحترام المتبادل،
⚫حينها فقط عرفت ان الدبلوماسية الشعبية هي الأساس ولن تفسد هذه الروابط الشعبية القوية بين الشعبين اي سحابات صيف سياسية بل تظل علاقات ممتدة وضاربة في الجذور يختلف الساسة ولكن تتفق الشعوب لان المصالح بين الشعبين قائمة على تبادل المصالح المشتركة وتجربة الفلاحين المصريين بالولاية الشمالية خير برهان،
⚫سوف أعود لمواصلة الرحلة في المقال القادم واحدثكم عن َمارايته من خلال الجولة التي أصر سائقي هذه العربات العابرة للحدود ان أشاهد مايحملون من بضاعة في وضح النهار وقالوا لي طالما انت صحفي سوداني لازم تشوف بعينك عشان تكتب بصدق وتنقل مارأيت إحنا يا ابن النيل كتب الله رزقنا علي ظهر هذه العربات مثلها مثل أي مهنة لانريد سوي اللقمة الحلال في وضح النهار،
سوف أعود واواصل لكم في هذه السلسلة بعون الله،